إقترب وانغ شو من أبيض ببطئ ، أخرج سيف النيران الست .

رفع وانغ شو السيف لأعلى ، و بدا يحدق في أبيض بسخرية ، وقال :

" إذا أخبرتني عن تلك العوالم التسع اللتي تكلمت عنها ، فساعطيك موتا أقل إيلاما "

نظر الابيض الذي كان جسده على الأرض إلى سلاح وانغ شو اللذي سيموت بواسطته ، فقال :

" ليس لدي شيء أقوله لك ، لقد مت مئات المرات من قبل في عوالم أخرى ، فكيف أتخلى عن كبريائي مقابل شي كميتة أقل آيلاما ؟؟ "

لم ينطق وانغ شو بكلمة ردا على أبيض ، بل رفع سيفه لأعلى و أنزله على عنق أبيض فقطعه .

تناثرت دماء أبيض في كل مكان قريب ، و ذلك يشمل ملابس و جسم وانغ شو .

قال وانغ شو ؛

" تبا ! ... بطريقة ما ، لا أشعر أنني يخير ! "

نظر وانغ شو لأعلى في السماء ، لقد كانت تمطر ، جلس على الأرض لثواني ، و بعدها لفث نظره ضوء أحمر يخرج من جسد أبيض ،

مصدر هذا الضوء كان كريستالة خرجت من جسد أبيض ، تقدم وانغ شو بصعوبة بضع خطوات ، أمسك تلك الكريستالة بين يديه وقال :

" إذا إستوعبت هذه الكريستالة فساحصل على قدرة الوقت لحاكم الزمن .... علي شفاء نفسي بسرعة ، الساحرة بابا ياجا و ذلك العجوز لا يزالان أعلى تلك البناية !!! "

وقف وانغ شو بصعوبة متكئا على سيفه ،و قال في نفسه :

" أجنحة الغراب الاسود ، تشغيل ! "

ضهرت الأجنحة السوداء على ضهر وانغ شو ، و بدأت ترفرف بيطئ .

في أعلى إحدى البنايات ،. كانت الساحرة بابا ياجا مستغربة لاقصى حد ، فقالت مخاطبة العجوز وون شيو :

" لقد قالت الكرة السحرية أن كل من أبيض و هذا الشاب سيموتان !! .....لماذا لا يزال حيا ؟! "

صمت العجوز وون شيو و لم يجب أو يتكلم بحرف ، و من ملامحه يبدو أنه ينتظر حدوث شيء ما

كانت العجوز بابا ياجا تحدق في وانغ شو بطمع ، نضرت للعجوز وون شيو وقالت بهلع :

" إنه يحاول الطيران !! علي إيقاقه !! "

رد العجوز وون شيو بهدوء :

" لا داعي "

قالت بابا ياجا بهلع :

" و ماذا إذا تمكن من الهروب ؟! "

إبتسم وون شيو بهدوء ، وقال :

" لن يستطيع "

...

بدأت أجنحة وانغ شو في جعله يرتفع قليلا ، و عندما أصبح على بعد خمسة أمتار من الأرض ، توقفت أجنحته عن الحركة ،

سقط وانغ شو على الأرض ، أمسك رأسه بشدة تكاد تصل للجنون ، و هو يقول :

" راسي .... دماغي ... آه ... إنه مؤلم !! "

إستمر وانغ شو في إمساك رأسه و الصراخ حتى أغمى عليه .

بقى جسد وانغ شو موجودا هناك لثواني معدودة ، لكن بعدها خرجت من الأرض أيادي سوداء اللون أمسكته من كل مكان في جسده و سحبته لأسفل بقوة ،

بقيت هذه الأيدي تسحب جسد وانغ شو حتى إختفى كليا من على السطح و أصبح في أسفل الارض .

...

رأى العجوز وون شيو ما يحدث مع وانغ شو ،فأمسك بلحيته وقال باهتمام :

" هو هو هو ..يبدوا أنني كنت محقا "

رأت الساحرة بابا ياجا ما يحدث ، نضرت إلى وون شيو و قالت بإستغراب :

" إ- إلى أين إختفى ؟! "

•••

••

في مكان ما ، فتح وانغ شو عينه اليمنى ... بما أن اليسرى لم تعد ترى شيئا .

" آه ...رأسي مجددا ...مؤلم !! "

" آه ..أين أنا ؟! "

أدار وانغ شو رأسه في جميع الاتجاهات بيطئ لمعرفة مكانه . و ما رآه لم يكن شيئا يمكن رأيته في أي مكان .

" أعغ ...أذكر أنني هزمت أبيض ... و كنت قد إستعملت أجنحة الغراب الاسود للطيران ....لكن ؟! ...ما هذا المكان ؟! "

كان مكان. وانغ شو الحالي عبارة عن مكان مقفر غريب ، تتجول فيه هالة مشؤومة و مرعبة ، تملأه صخور حمراء أو سوداء اللون ، ....لا أزهار و لا أشجار ... و حتى لو كان هناك أي نوع من النباتات ، فستكون نباتات لاحمة مفترسة ، ...في هذا المكان ، الحر شديد جدا ، لدرجة تجعلك أضن أنك تسبح في بحر من حمم ...

رفع وانغ شو رأسه للسماء بسرعة ، إستغرب و قال :

همم ؟ ...أين السحب ؟! ... و لما تحولت السماء للون الأحمر ؟! ......أيها النظام ما هذا المكان ؟! "

...

لم يصدر أي صوت من النظام ، و لم يصدر أي صوت لبشري أو حيوان او أي كائن ....كل ما في هذا المكان هو الصمت القاتل ..

إستغرب وانغ شو من صمت النظام وقال بنبرة نفاد صبر :

" اللعنة ....أين أنا ؟! "

صدر صوت من مكان ما وقال :

" الجحيم ... "

سمع وانغ شو صوتا يخاطبه ، إستغرب بشدة من هوية صاحبه. أدار رأسه في جميع الاتجاهات ، و لم يرى أي أحد ، انزل نظره إلى حفرة صغيرة بحجم نصف متر ..

داخل تلك الحفرة ، كان هنالك قزم صغير بطول 50 سنتيميتر ، يشبه الغوبلين لكن له بشرة أكثر شبها بالبشر ، يرتدي ملابس مهترئة ، و يحمل فأسا صغيرة بحجمه يكسر بها الصخور من حوله .

رأى وانغ شو كمية الإرهاق الشديدة في عيني هذا الشخص ، و كذلك رغبته في الموت ... إستمر وانغ شو في التحديق في هذا القزم .

إستغرب وانغ شو من هذا ، و قال في نفسه :

" هذا القزم ... من الواضح أنه فاقد الأمل و يريد الموت ، إذا لما لا ينتحر فقط ؟! "

أدار القزم رأسه ناحية وانغ شو بيطئ وقال بصوت مرهق :

" ألم تفهم بعد ؟ . أنت في الجحيم ! "

صمت وانغ شو لثانية ، و بعدها بدء يفكر في عقله :

" مهلا ... سماء حمراء ... لا نباتات ... هل أنا حقا ..في الجحيم ؟! "

قاطع القزم تفكير وانغ شو الحزين ، وقال :

"في هذا المكان هويتك أو منصبك لا ينفع ، هذا هو الجحيم ياصغيري ، كل ما يهم هو قوتك الفعلية و شراستك ...شرك و خبثك .! "

تأمل وانغ شو كلمات هذا القزم لثواني ، و بعدها إنفجر ضاحكا و هو يقول :

" واهاهاهاهاه .... لا أصدق ....يبدو أنني حقا قد جننت !! هاهاهاها كيف لشخص بمثل قوتي الهائلة أن يموت بمجرد إرهاق بسيط هاهاها ، واضح أنني ... ربما أحلم ... أو أني في وهم ... "

نظر القزم إلى وانغ شو نظرة شفقة وقال :

" شخص لم يتقبل موته بعد ، أرى الكثير من أمثالك يوميا ، من الافضل لك أن تبحث عن عمل بسرعة لتكسب لقمة عيشك ! "

أظهر وانغ شو تعبير حزينا لانه يعلم أن هذا القزم محق ، لكنه سرعان ما قمع هذا الحزن و بدله بالغضب الشديد ،

أخرج وانغ شو من خاتم التخزين الخاص بفنغ شين إحد السيوف الطويلة ، و ذلك لأن النظام لا يستجيب لوانغ شو ، و لذلك فهو لم يستطع إخراج سيف النيران الست أو السيف الأحمر و البنفسجي من خزانة النظام .

لوح وانغ شو بهذا السيف إتجاه هذا القزم الوقح ، فقطع رقبته بسلاسة حتى تناثرت الدماء على ملابس وانغ شو و وجهه .

سخر وانغ شو وقال بغضب :

" همف ! ...قزم منخفض المستوى ، يتجرأ على إهانتي ! "

..

بدأ وانغ شو رحلته في هذا الجحيم المقفر ، و اللذي لم يجد أي شيء فيه حتى الأن ، لا ثمار ، لا حيوانات ، لا بشر ..

كان وانغ شو يتوقف كل دقيقة و يفكر بعمق و حيرة :

" هل كان علي حقا أن آتي لمثل هذه العوالم الغبية ..و أقاتل أعداء أغبياء ؟! ...أنا حقا لا أعلم ، ...القوة !...ربما أتيت لأحصل عليها ..نعم ، نعم ربما ذلك هو السبب .. ،لكن لماذا ؟! ... هل أريدها لأقتل مثل ذلك القزم الغبي ؟! ...أو لأحصل على ما أريده دون أن أشتريه أو أطلبه ؟! ربما كل ما يحدث و حدث ما هو إلا عقاب على أفعالي الدنيئة في الأرض ، أو هي لعنة ... لعنة تجعلني أجوب هذه العوالم المشؤومة بلا هذف ، و أنفذ مهام ذلك النظام اللعين بلا توقف ...أنا حقا لم أعد أفقه أي شيء ....ربما علي مراجعة نفسي جيدا ! "

أثناء تجوال وانغ شو الطويل اللذي جعله يفقد الاحساس بالوقت ، و تفكيره العميق حول ما حل و ما سيحل به جعله ينسى أنه محبوس في هذا الجحيم اللذي لا يعلم كيف يخرج منه ..

..

تجول وانغ شو لوقت غير معلوم في هذا المكان المقفر ، حرك عينه اليمنى السليمة هنا و هناك بلا كلل، و لأول مرة منذ زمن ... لمح شيئا غير الصخور ...

إنطلق وانغ شو بسرعة ناحية هذا الشيء ، لم يعلم ما هو أو ما إذا كان يشكل خطرا أو لا ، لكنه عندما يفكر أنه وجد في هذا الجحيم شيءا غير الصخور يتوهم أنه ربما يجد معلومات حول المخرج من الجحيم ...

~~••~•~•~•~~••~•~••~•~•~•~••~••~•

رمضان كريم 🌛

••

مرحبا ! ...إذا لاحضت أي خطأ في الفصل فيرجى إخباري في التعليقات لأصححه 🥀

•••

أعطوني رأيكم في الفصل ✨

•••

وشكرا 🤍

2022/04/05 · 346 مشاهدة · 1453 كلمة
وانغ شو
نادي الروايات - 2024